أزمة الرأي العام في المجتمع العربي
كثيرا ما تعصف بنا وقائع و أحداث جسام ، فتطفو جراء ذلك مشاكل اجتماعية
أو اقتصادية أو أخلاقية على سطح المشهد الوطني ، سرعان ما تتحول إلى قضايا
رأي عام ، فتصبح حديث القاصي و الداني ، لكنها غالبا ما تطرح على بساط
البحث من النخب الفكرية على استحياء في صمت رهيب ، أما رجل الشارع
العادي فراح منهمكا في توفير لقمة العيش في غفلة شبه تامة عما يدور على
خشبة مسرح الأحداث الوطنية و العربية و الإسلامية ، ناهيك عن الشباب الذي
تفهت اهتماماته و انحطت ميوله و حُدّت انشغالاته.
لماذا غالبا لا نحتج إلا إذا مـُـسـّـت لقمة عيشنا ؟ أليس الدين أولى في الحفظ من
النفس حسب كليات الدين الخمس ؟ لماذا تخـْفـُتُ المظاهرات و الاعتصامات
المنددة بإنشاء حانة أو مرقص ليلي مثلا ؟ إذا قمنا باستطلاع للرأي عن قبول
التبرج من عدمه ، فبالتأكيد سنجد الأغلبية ضده ، فلماذا نتعايش معه في سلام
و وئام مثلا ؟
إنها أزمة نضج اجتماعي و غياب وعي راسخ بقضايانا تفتقدهما الأغلبية بيننا
و التي ضاعت بين الجهل و الأمية و الركون لملذات الحياة و مباهجها ، في رضا
كامل بأي عيشة و لو وصمت بالذل و ضياع الكرامة الإنسانية. أما الأقلية
العارفة بالواقع المرير فهي واقعة بين العجز عن التأثير والتهميش و ربما العقاب
من السلطات العليا.
هل تؤمن بوجود رأي عام عربي ؟
لماذا لا يتبلور إلا إذا مست لقمة العيش ؟
الأغلبية فينا تعارض التبرج و الدعارة و المخدرات و بيع الخمور و غير
ذلك من الرزايا التي أصابتنا ، لكن نتعايش معها بسلام ، لماذا ؟
هل هي أزمة رأي عام ؟
هل الإعلام لدينا موجه لضرب و تضليل هذا الرأي العام؟
من المسؤول عن توجيه الرأي العام ليقوم بواجبه تجاه دينه و قيمه و أخلاقه ؟
كيف يمكن جعل الرأي العام قوة لا يستهان بها من أجل حراسة مبادئه و ثوابته
الإسلامية ضد من ينتهكها داخل المجتمع ؟
المجال مفتوح لآرائكم و تعليقاتكم و حتى انتقاداتكم البناءة.