مـَجــْـنــُـونُ الحَـافــلـة 【ツ】

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

لرُبما أصبَحَت الحافلة، والباص، والتاكسي جزءًا من الحياة [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]، ولا يجب أبدًا أن نتجاهل الساعات الكثيرة من عمرنا التي أصبحت تمضي فيهم، ولا لما تحمله من جموع الأفكار، وثلة من الرؤى، وفيضًا من الملاحظات التي دأبتُ وغيري على ملاحظتها يوميًا..

من قاتلة زوجة أبيها في الجريمة الصباحية صاحبة الكيس الأسود، (لمن شهد قصتها التي طواها الأرشيف ربما..[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة])
إلى مجنون الحافلة اليوم.
هو شابٌ أسمر اللون، طغت على شعيرات رأسه موجةٌ بيضاء من الشيب، جعلته يبدو أكبر سنًا من سنه الفعلي، عيناه غامقتان سوداوتان، بهما لمسة من المكر والدهاء وبريق من الحيلة، قامته متوسطة، نحيف بعض الشيء، ملابسه لا بالنقية المرتبة ولا بالوسخة القذرة.. لربما أنه المجنون الوحيد الذي لم أرهبه في حياتي، فهو أعقل المجانين الذين عرفتهم (بصفتي مختصَّة مجانين [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]).. وأذكاهم وأظرفهم..

لا يُشبه المجنون الذي كدتُ وصديقتي نموت تحت ضربة من عصاه الغليظة (في أيام الجامعة)، وهو يجوب الطرقات ليفاجئنا بعصاه تريد أن تستقر فوق رأسينا، يومها رعتني الرعاية السماوية وحمتني من شر كان سيُهلكني أو صديقتي..[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

لا يُشبه أيضًا المجانين المتوزعين على شوارع مدينتي [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]لا أنكر أن مدينتي وأغلب مدن وطني تضم سيلاً عرمرمًا من المجانين، ذات يوم سنصدّر الفائض إلى الدول المجاورة، لربما ستكون المغرب الشقيقة أول من يستورد منتوجاتنا العقلية الثمينة ههههههه

المميز بهذا المجنون أنك تستفيد برفقته، أي والله، ومن حسن الصدف أن وقت ركوبه الحافلة المعتادة، هو نفس وقتي تمامًا، لذلك لطالما إلتقيتُه في نهاية اليوم، أبتسم داخلي لما أراه يصعد لأجهـّز مكاني وأتفرج على مسرحية اليوم، أو مسلسه، أو ربما سيكون فيلما.. وأنصت مطولاً لجميع ما يقوله.

الطريفُ في الأمر أن كل حلقةٍ مختلفةٍ عن سابقتها، فمرةً تكون دراما، ومرةً طرفة وكوميديا، وأخرى فيلم رعب ههههه كاليوم الذي كان ثملاً فيه -حسب ما أعتقد- وأمطر الحافلة بعصارة نشوته وخبرته في الحياة بصوته الجهوري المُعتاد..

أبقى أنا من بعيد أشاهد ظُرفه وخفته، صدقًا إنه خلوق، لما يشاهد امرأة يهديها كرسيه الجالس عليه، وإن رأى شيخًا يتوسله كي يجلس مكانه، وحتى إن رأى شابًا يعرض عليه مكانه.. أما كلامه وحكاياه فعبرٌ ورب السماء، رغم الخلل الذي يغوص في تفاصيل سرده العلني، وبعضًا من التشويش الذي يصيب العقل بالذهول، وهو يربط خيط هذا بذاك، حتى يتذكر العقل فجأة أنه مجنون ولا يجب الأخذ بجميع التفاصيل المروية، ليتم تجاهلها والإنصات فحسب.

يعيش المستمع مع حكاياه المروية حرفًا بحرفٍ فهو لا يقول غير العـِبَر، ولا ينسى ضرب الأمثلة للاستشهاد بكلامه، من آيات قرآنية فأحاديث، وحتى أقوالاً للزعماء والعلماء.. يتبدى لي أحيانًا أنه كان شخصيةً مهمةً، وإن لم يكن الأمر كذلك فالأكيد أنه كان قارئًا نهمًا، وها أنا أتعلم أن المطالعة تفيد حتى ما بعد الجنون، فلا يتجاهلن أحدٌ قيمة الحرف الذي يبقى بالعقل حتى بعد اختلال توازنه [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

المدهش في الأمر أنه حين يغوص في حديثه والناس تنصت تارةً وتتجاهل أخرى، فيحاول بعض الشباب أو الفتية مداعبته، أو تعنيفه ويطلبون منه النزول من الحافلة، فيعرف تمامًا أن محطة نزوله لم تأت بعد، يُسألُ عن الشوارع فيجيب إجاباتٍ صحيحةٍ، ويعرف حتى الدروب المعتمة التي لا يعرفها غير عاقل.. ويعرف مكان نزوله وطريقه، يسير في الشوارع كأي إنسان عاقل غير أنه ليس كذلك..

أحيانًا يروح فكري بعيدًا وأنا أنصت لحديثه الواقعي المنطقي.. تـُرى هل هنالك فرقٌ بين العاقل والمجنون؟ أظن الفرق الوحيد بينهما أن العاقل يتغطرس ويتكبر بعقله ومنطقه وفكره، في حين يتواضع المجنون بما أهداه له الرب وما وسعه عقله [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة].

صارت الدنيا متوازنة جدًا بتواجد كفتي العقل والجنون، ولم يعد هنالك فرقٌ كبيرٌ بين هذا وذاك، إلا في رتوشات صغيرة لم تعد تُذكر.. ولربما صار المجنون أكثر هيبة وسمعة، يكفي أنه بعث الإلهام بنفسي الليلة لأكتب شيئًا عنه. ولم يفعل ذلك عاقل [ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة].

[ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة]

[b][b][b][b][b][b][b][b][b][b][ندعوك للتسجيل في المنتدى أو التعريف بنفسك لمعاينة هذه الصورة][/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b][/b]
[/b][/b]

.....!!!

صراحه لاأأ تعليق صدقت واللهـ هاليومين العاقل مثل المجنون ههههههااااهههههااا

تسلم اخوي الغالي ... king